Dec 29, 2009

رساله الى سوسو


سوسو فتاة مثقفة فى العشرين من عمرها، تواجه العالم بامتثال مهذب، وصمت ذكى، وآى بود مشحون بأغنيات شبابية متنوعة، لم تكن تهتم كثيراً بنوعية الأغنيات وكأنها تستخدم سماعتى الآى بود باعتبارهما سدادة سحرية تحول بينها وبين عالم لا تريده.

فاجأتنى صديقتى سوسو بآراء سلبية تجاه العالم وفكرة انتهاء عام وانقضاء عام، فالسنوات كلها متصلة وكأنها سلسلة مترابطة لا طعم لها، إلا القلق والقيود ومستنقعات المخاوف التى قضت على زهور الأمل فى حدائق الشباب.سوسو ليست اكتئابية، ولا سوداوية، فهى فتاة على درجة كبيرة من الرشاقة والجمال والوعى، وربما هى كذلك لأنها كذلك، أقصد أنها عدمية لأنها تفهم وتشعر بأن مسارات الأمل صارت مسدودة، والأفق محتل بغمامات من الغموض الذى ينذر بالخطر.

بعد سهرة دردشة بينى وبين صديقتى اكتشفت تقصيرى ناحيتها وناحية الناس، فقررت أن أبدأ عامى الجديد باعتذار ورسالة إلى سوسو، وكل سوسو.صديقتى..

أوجعنى وجعك، كما أوجعنى وجعى من قبل، ولايزال، لكننى لم أكره نظارتك السوداء، لأنها لا تشبه أبداً نظارة ماجى فى رواية إحسان عبدالقدوس.وحديثك عن الانقباض الذى يصيبك مع نهاية العام، لا يشبه أيضاً حالة كامل الشناوى وهو ينعى يوم مولده، وإحساسك بالمرارة لأنك خسرت عاماً من حياتك، مجرد إحساس وهمى، يكشف عن رغبة أكثر فى التحقق، لأنك تعرفين قيمة الزمن وتريدين ألا تفلت منك الأيام قبل أن تنالى منها بدلاً من أن تنال منك.

صديقتى سوسو: لماذا تتحدثين عن الخسارة، وأنت تثقين مثلى فى أن الضربة التى لا تقتلنا تقوينا، وترددين أحيانا «رب ضارة نافعة»، وتعرفين مثل كل الناس الذين ينسوا ما يعرفون: أن الورود تزهر فى قلب الأوحال؟ألم نعش يا سوسو؟ ونضيف إلى رصيد خبراتنا وذكرياتنا؟ألا تتذكرى ماذا فعلت معى وأنا أشكو مثلك من الأحزان؟، لقد كنت أراك بوضوح لم أرك به من قبل، مشاعرك المحبة كانت بلسماً منحنى الكثير من الحب تجاهك وتجاه نفسى.

منقول عن ملحق جريده